تقع لبنان أو الجمهورية اللبنانية في الجزء الغربي من القارة الآسيوية، ضمن منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في المنطقة المُطِلّة على الجزء الشرقي من ساحل البحر الأبيض المُتوسّط، في النقطة التي تلتقي عندها ثلاث من قارّات العالم؛ هي أوروبا، وآسيا، وأفريقيا. أمّا من الناحية الفلكية، فإنّ لبنان حتلّ موقعاً على خطّ طول (’50 ْ35)، ودائرة عرض (’50 ْ33).
تمتلك لبنان حدوداً برية تمتد على مسافة 484 كم، وأخرى ساحلية، حيث تشترك في حدودها البرية مع الجمهورية العربية السورية من الجانبين الشمالي والشرقي بطول حدود يبلغ 403 كم، وتحدها دولة فلسطين من الجهة الجنوبية بمسافة حدودية تصل إلى 81 كم، في حين تطل حدودها الغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
تمتاز لبنان بالكثير من المعالم السياحية الأثرية والطبيعية الموجودة والممتدة على أراضيها، فضلاً عما تحتويه من ثقافة سياحية ممتدة عبر التاريخ، وقد ساهم العديد من المستشرقين الأوروبين كألأفونس دي لامارتين وإرنست رينان وفيكتور غرين بتسليط الضوء على الثقافة اللبنانية في بلاد الشام وذلك من خلال زياراتهم لهذه الدولة، وتُشكل السياحة في لبنان واحداً من أهم ايرادات الدولة المالية، كما أنها تعتمد بشكل كبير على المغتربين اللبنانيين الذين يعودون لقضاء إجازاتهم داخل أرض الدولة خلال فصل الصيف. وتتنوع الآثار اللبنانية بشكل يعكس تاريخ العالم القديم والحديث؛ فهي تحتوي على العديد من المعابد الرومانية والمدن الفنيقية والقلاع الصليبية والحمامات العثمانية والمساجد المملوكية والكنائس القديمة، بالإضافة إلى ما تحتويه من معالم طبيعية كالشواطئ الجميلة التي تقع على البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى الكهوف المكونة من الحجر الجيري، ويُعتبر المطبخ اللبناني واحداً من أشهر المطابخ العالمية، كما تُعد إحدى أكثر الدول العربية التي يُمكن فيها ممارسة الرياضات الشتوية كالتزلج، وذلك من خلال العديد من منتجعات التزلج الجبلية، كما تشتهر لبنان بالحياة المزدهرة والنشطة خلال فترات الليل. وللتعرف أكثر على أهمّ الأمور التي تشتهر بها دولة لبنان، والتي قد تهمّ السائح خلال زيارته لها، يمكنك الاطلاع على مقال بماذا يشتهر لبنان
يسود الجمهوريّة اللبنانية المناخ شبه الاستوائي بشكل عام؛ إذ تظهر الأجواء الجافة والحارّة خلال الصيف، وتميل إلى الرطوبة والاعتدال خلال شهور الشتاء،بينما يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط المناطق الساحلية؛ فتتميّز بالشتاء المعتدل، والماطر، وبصيفٍ جافّ، ورطب، وحارّ، وتتميّز لبنان برياح خماسينيّة حارّة تهبّ باتّجاهها من شمال القارّة الأفريقيّة في فصل الربيع، وأحياناً أثناء الخريف، أمّا المناطق الواقعة في الجزء الشمالي من البلاد، فهي تتأثر بالرياح الباردة القادمة من القارة الأوروبية، وذلك في فصل الشتاء، وباختصار فإنّ المناطق الجنوبية تتميّز بالأجواء الأكثر دفئاً، في حين تتميّز المناطق الشماليّة الساحليّة بكونها أكثر رطوبة، وبرودة. وبالتوجّه نحو جبال لبنان، يصبح الطقس أبرد، وملائماً لسقوط كميات أكبر من الأمطار كلّما زاد الارتفاع، ممّا يعني شتاءً أكثر برودة، بالإضافة إلى شيوع الثلوج، وخاصة على القمم الجبليّة التي تُغطّيها هذه الثلوج معظم أوقات العام، بينما يتميّز الصيف فيها بالانخفاض في أوقات الليل، أمّا في النهار فتكون الحرارة مماثلة لحرارة المناطق الساحلية، ويساعد ارتفاع الجبال على تخفيف تأثير مناخ البحر الأبيض المتوسط، ممّا يؤدّي إلى فروقات يومية أكبر في درجات الحرارة. ونظراً لتأثير جبال لبنان على وادي البقاع، فهو يشهد رطوبة وهطولاً للأمطار بشكل أقلّ ممّا هو موجود في المناطق الساحليّة، وعلى الرغم من تساقط الثلوج فيه بشكل أكبر من تلك التي تسقط على جبال لبنان، إلّا أنّه يشهد نطاقاً واسعاً من درجات الحرارة، وذلك بشكل يوميّ، وسنويّ. أمّا سلسلة جبال لبنان الشرقيّة، فهي تتميّز بدرجات حرارة تقلّ عمّا هو موجود في وادي البقاع، كما أنّها تحظى بنسب مرتفعة من الأمطار.